هل يُشفى طفل التوحد ؟

هل يُشفى طفل التوحد؟

هذا السؤال بالتحديد يتبادر إلى أذهان الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من اضطراب التوحد، وهذا يشير في كثير من الأحيان إلى الإحباط وفقدان الثقة في تعافي الطفل، بسبب عدم الحصول على نتائج سريعة تظهر له إذا بدأ العلاج، على سبيل المثال، وهذا هو في الحقيقة ليس صحيحًا تمامًا، وهذا ما سنحاول مناقشته في هذه المقالة، لكن قبل ذلك ننصحك بقراءة هذه المقالات لمعرفة المزيد عن اضراب التوحد وأسبابه وأعراضه لتشكيل صورة كاملة لهذا الاضطراب



تعرّف على الأسباب المؤدية الى تأخر النمو اللغوي عند طفلك
أعراض التوحد عند الأطفال بعمر ثلاث سنوات
أكبر 10 أخطاء ينبغي تجنبها عند التعامل مع طفل التوحد
5 شائعات عن التوحد لا ينبغي أن تصدّقها!


يجب أن نلفت انتباهك أولاً إلى حقيقة أن الطفل المصاب بالتوحد يمكن أن يصل إلى الاستقلال شبه التام بمرور الوقت مع العلاج السلوكي والأسري المناسب، وقد وجد بالفعل في مجال الطب أن الطفل المصاب بالتوحد يمكن التعافي والتأقلم مع المحيط، فهو اضطراب في بعض وظائف المخ والأعصاب، ولكن هذا يختلف باختلاف حالة الطفل المصاب بالتوحد، حيث يوجد طفل يتعافى بسرعة أكبر من الآخرين، وهناك من يستغرق وقتًا طويلاً للتعافي من التوحد أو اضطراب طيف التوحد، وحتى الآن لا يطلق على التوحد مرض لأنه لم يثبت أنه مرض معين، لأن هذا الاضطراب له أسباب عضوية ونفسية، ولكن التوحد هو مزيج من بعض أوجه القصور الجسدية والنفسية، والتي هي أعراض وليست أسباب يوجد لها دواء على أرض الواقع.


علاج التوحد :


يمكن للطفل المصاب بالتوحد أن يتعافى إذا وجد الرعاية اللازمة، وسوف نعرض عليك بعض الحقائق التي تسهم في علاج اضطراب التوحد



العلاج السلوكي: يتمثل هذا العلاج في تعليم الطفل أساسيات التواصل مع الآخرين ومحاولة تعريفه بالحياة الاجتماعية، وتعليمه كيفية التعبير عن مشاعره بشكل جيد. يرجع هذا العمل إلى الأم بنسبة 80% والى مراكز التوحد أو أخصائيي التوحد إما في عياداتهم أو لتخصيص فصول للطفل في المنزل لأولئك الذين لديه القدرة على القيام بذلك وبنسبة تقدر 20%، ويجب ألا نغفل دور الأسرة في العلاج السلوكي، لذلك يجب أن تؤخذ نصيحة المختص في الاعتبار، ومن المستحسن أن يزيد الوالدان من ثقافتهن حول اضطراب التوحد وطرق علاجه، حتى يكتشفان أفضل طريقة للتعامل مع طفلهما ، وقد تم بالفعل تحسين كبير في الأطفال المصابين بالتوحد. بسبب وعي الآباء واتخاذ التدابير اللازمة تجاه أطفالهم.


الاستقلالية: الاستقلالية مهمة للغاية في حياة طفل مصاب بالتوحد، وهذا ما يدعو اليه برنامج الصن رايز، على تعليم الطفل الاستقلالية في جميع شؤون حياته، لذلك يجب أن يتعلم الأكل بمفرده، وتنظيف أسنانه، ودخول المرحاض بل وبتنظيف نفسه، وكذلك إطاعة الأوامر وتعلم اتخاذ قراراته اليومية بشكل فردي، ويمكننا أن نقول أن استقلالية الطفل المصاب بالتوحد هي واحدة من أهم علامات تعافيه من اضطراب التوحد، لذلك كلما كان مستقلاً ، يشير هذا إلى انه يستجيب جيدا للعلاج.

ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك كافياً للقول أن الطفل تعافى تماما بسبب بعض التحسن الذي يظهر فيه، حيث أن العديد من الآباء يتوقفون عن العلاج حالما يرون أن الطفل قد تحسن إلى حد ما، لذا فإن إيقاف العلاج هنا سيعيد الطفل كما كان من قبل وحتى حالته تصبح أكثر سوءا، لذلك يجب إكمال العلاج حتى لو استغرق الأمر سنوات عديدة، والهدف من ذلك هو أن الطفل المصاب بالتوحد يحقق الاستقلال الكامل وهذا يستغرق وقتًا طويلاً حقًا


الكلام والنطق: يعاني معظم الأطفال المصابين بالتوحد من مشاكل في النطق، ويتحدث بعضهم كلمة واحدة لسنوات، مما يسبب إحباطًا كبيرًا للوالدين. لذلك، يجب أن نركز على تعليم الطفل النطق والكلام في المنزل من خلال متابعة أخصائي اضطراب النطق واللغة، ونكرر نفس النصيحة التي قلناها سابقًا، والتي يجب ألا تتوقف بمجرد علاج الطفل. بعض الكلمات أو العبارات، ولكن يجب أن تستمر لأن الطفل المصاب بالتوحد يمكن أن يتحسن أكثر بطريقة تبهر الآباء في المستقبل.


تنمية وتطوير القدرات الإدراكية والمعرفية: الطفل المصاب بالتوحد عادة ما يكون ناقصًا في القدرات المعرفية مقارنة بالأطفال العاديين، لكنه يتميز في مجال معين حيث يكون مبدعًا، لكن هذا لا يعني أننا نهمل بقية الجوانب التي هو فيها ضعيف، مثل الكتابة والقراءة، وهذا يرجع إلى إصرار الوالدين والعمل الجيد من قبل أخصائي، لإعطاء الطفل القدرات المعرفية اللازمة التي تجعله أكثر قدرة على فهم والتعبير.

الحركة: يعاني معظم الأطفال المصابين بالتوحد من ضعف في معرفة وضع أجسامهم، وفي تحريك أعضاءهم بشكل مناسب. هنا، يجب تكثيف تمارين الحركات التي تساعد الطفل، ويمكن الاستعانة بأخصائي حركي لتويه الام كيفية تعليم الطفل وتمكينه من التحرك بطريقة ممتازة، وكذلك في معرفة المواضع المختلفة للجسم.


إذا تم تطبيق جميع الشروط المذكورة أعلاه، تتحسن حالة الطفل المصاب بالتوحد بشكل كبير، ولكن يجب الصبر على النتائج، لذلك لا تبدأ النتائج في الظهور في الأسبوع الأول أو الشهر الأول، ولكنها تستغرق وقتًا لأننا يجب أن نعمل على مستويات، كما قلنا فإن اضطراب التوحد ليس مرضًا ولكنه اضطراب يمكن استعادته إلى حد كبير، ونحن لا نقول ذلك دائمًا، لأن هذا غير مرجح، لكن الطفل المصاب بالتوحد سيصل عندما يكبر حتى يتمكن من السيطرة على شؤون حياته من تلقاء نفسه، وسوف يتواصل بشكل جيد مع الناس، لذلك يخشى الآباء على مستقبل أطفالهم عندما يرونهم يعانون من اضطراب التوحد، لذلك يجب على الآباء استخدام الوقت طالما كانوا لا يزالون صغيرين، أو في العمر المناسب لبدء العلاج، فكلما كان التشخيص والعلاج مبكر تكون النتائج أفضل وأسرع




https://www.blogger.com/follow-blog.g?blogID=4561514740690242802
https://t.me/motherautismchildren
google-playkhamsatmostaqltradent