ما هو اضطراب التكامل الحسي؟

ما هو اضطراب التكامل الحسي؟

هل يقاوم طفلك عندما يحين وقت غسل وجهه أو تقليم أظافره أو قص شعره؟ هل يميل إلى تجنب العناق والحضن؟ هل هو جيد في المدرسة ولكن غالبا ما يشكو عندما يتعلق الأمر بالأنشطة الرياضية؟ هل تكافح مع طفلك لأنك تشعر أن مزاجه يتحول فجأة من طفل هادئ ومتعاون إلى طفل صعب لا يقبل التغييرات في الخطط أو الروتين؟ إذا كانت إجابتك نعم، فافهمي أن طفلك لا يحاول أن يكون صعباً؛ بل يحتمل انه يعاني من اضطراب التكامل الحسي

سأكتب اليوم، عن أحد الاضطرابات التي تصيب أطفالنا ولكنها مهملة، أو لا تحظى بالتركيز الكافي من المجتمع بشكلٍ عام والأهالي بشكلٍ خاص لعدم معرفتهم بأن الأعراض مرتبطة بحالة طبية وليست مجرد عارض. سأحدثكم بصفتي أم، فلست طبيبة ولا معالجة وظيفية، بل أم مرت بتجربة مع طفل مصاب بهذا الاضطراب، وأخذت على عاتقها محاولة توعية باقي الأمهات، وربما فتح عيونهن على أمرٍ لم يفكرن به مسبقاً. ولكنني أنوه إلى أن هذه المعلومات لا تغني عن استشارة الأخصائيين المناسبين، والحصول على تشخيص صحيح للحالة.

اضطراب التكامل الحسي المعروف بـ (Sensory Processing Disorder) :


هو اضطراب في استقبال المعلومات والرسائل الحسية، وطريقة ترجمتها في الجهاز العصبي للجسم. لطالما كان هذا الاضطراب مرتبطاً بحالات التوحُّد ومتلازمة داون، ولكن مع تطور العلم وانفتاح وتقبل الأهل لاختلافات أبنائهم بات هناك اهتمام أكبر بهذا الإضطراب لدى الأطفال اللذين لا يعانون من التوحد أو من أي اضطرابات أخرى.

المدهش والجديد بالنسبة لي في رحلة بحثي، كان وجود سبع أنظمة حسية وليس خمسة كما تعلمنا دائما؛ الأنظمة الحسية السبعة هي:

اللمس
التوازن
الإدراك الفراغي
البصر
السمع
التذوق
الشم

ما يحدث في كثير من الأحيان، أن واحدة أو أكثر من هذه الحواس لا يكتمل نموها، فتظهر ردة فعل الجهاز العصبي للطفل كفرط في الحساسية (over Response) لبعض الحواس،  مثل انزعاج الأطفال من الأصوات العالية، أو التقيوء عند شم رائحة معينة أوعدم القدرة على تناول طعام بملمس معين، أو ضعف في الحساسية (Under Response) مثل الأطفال الذين يعانون من ضعف في التواصل البصري أو يقعون ويتعثرون باستمرار.

أعراض اضطراب التكامل الحسي متعددة وتشمل:


أعراض سلوكية
أعراض جسدية
أعراض نفسية


الأعراض السلوكية تكون عادة هي الأوضح وتشمل:


الابتعاد أو الانسحاب عند لمس الشخص.
مشاكل سلوكية (العصبية، العناد).
يحتاج لوقت طويل للهدوء بعد شعوره بالحزن أو الإحباط.
يرفض تناول طعام معين ذا ملمس (Texture) معين.
حساس من أنواع أقمشة معينة، ويفضل الملابس الناعمة ويصر على إزالة أي أوراق داخلية.
يكرة ويتجنب توسيخ يديه.
لا يبدع أثناء لعبه ويشعر بأمان بإعادة نفس الألعاب أو البرامج التلفزيونية لساعات.
حساس للأصوات العالية والمزعجة مش مجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية.
حساس للروائح القوية.
قوي الملاحظة، فيلاحظ أصغر الأشياء أو الأصوات التي لا ينتبه لها معظم الناس.
قد يؤذي الآخرين أثناء اللعب ويتصرف بخطر.

أما الأعراض الجسدية فتشمل:


عدم التوازن والوقوع المتكرر
التأخر في المهارات الحركية الإجمالية مثل الجري والقفز
التأخر في المهارات الحركية الدقيقة مثل استخدام القلم والمقص
الحركة المستمرة
ضعف التنسيق بين أعضاء الجسم
مستوى عال لتحمل الألم.

والأعراض النفسية والتي تؤرق معظم الأهل هي:


عدم التفاعل مع الأطفال من نفس العمر
العزلة
الخوف من التجمعات
تجنب الوجود ضمن مجموعات كبيرة
القلق الدائم والإحباط.

أنا أومن بأن كل شخص لديه ضعف في إحدى الحواس لكن بدرجات متفاوته، فبعضنا يكره الأصوات العالية أو تستفزه الأصوات النمطية المتكررة، ومن منا لا يكره على الأقل صنف واحد من أصناف الطعام، أو حتى يتعثر باستمرار، لكن في بعض الحالات يكون الاضطراب كبير لدرجة تعيق تطور مهارات الأطفال.

لايوجد دواء لاضطراب التكامل الحسي لكن جلسات العلاج الوظيفي تساعد بشكل كبير على تحسين أداء المستقبلات الحسية. وأنصحكِ بألا تستمعي لتعليقات الناس بأن الطفل سيكبر ويتغير، وغيرها من التعليقات الصادرة من غير المتخصصين. ثقي بحدسك كأم واستشيري المختصين، قد تكون رحلة العلاج طويلة ومتعبة وتستنزفك نفسياً وجسدياً ومادياً ولكن رؤية طفلك يتحسن ويتجاوب مع بيئته بشكل أفضل يمحي كل شعور بالتعب والإحباط



https://www.blogger.com/follow-blog.g?blogID=4561514740690242802
google-playkhamsatmostaqltradent