تبحث نظرية التكامل الحسى في تفسير المشاكل الخاصة بالتعلم والسلوك والتى لا ترجع إلى تلف فى الجهاز العصبى المركزى. وأول من وضع أسس نظرية التكامل الحسي العصبي هي المعالجة الوظائفية الأمريكية)جين آيرس)وقد أضافت إلى الحواس ا لخمس المعروفة لدينا حواساً خفية أخرى هي الحاسة الدهليزية المرتبطة بالأذن الداخلية والتي توفر معلومات عن الجاذبية(الفراغ، التوازن، الحركة)وذلك عن طريق وضع الرأس والجسم بالنسبة إلى سطح الأرض، الاحساس بالتوازن وهو موجود فى الاذن الداخلية ويعرفنا عن موقع الراس للامام او الخلفحتى لو اغمضنا العين وقد ساعد تركيزآيرس على الوظيفة العصبيةوعمليات التعلم على التقدم في فهم "الذكاء" كنتيجة للإدراك الحسي، والتكامل الحسي، والمعالجة الحسيةوأدى عملها إلى العديدمن الدراسات لتحسين قدرات التعلم من خلال العلاج الحسي التكاملى الذى يساعد الأطفال على التقدم نحو توظيف أعلى للقدرات العقلية
هناك درجتان من الاختلال اللمسي:
طفل يقال عنه حساس للمس:
ـ طفل آخر بارد بسبب ان جهازهم العصبى لايسجل عملية الملامسه بشكل فعال مما ينجم عنه البطء وعدم الشعور باللمس لمدة طويله وهناك اطفال لا يتفاعلون مع الحر أو البرد لعدم إدراك الاختلاف في درجات الحرارة.
هناك أطفال لا يشعرون بكم الضغط وحساسيته عن اللمس (السلام باليد ـ استخدام انبوبة الصمغ) خلل الجهاز اللمسى ايضا يؤدى ببعض الأطفال إلى منع قدرات الأطفال البصرية من أن توجه أيديهم للعمل مثال أن ينظر للسبورة ويكتب في الكراسة وقد تحل هذه المشكلات بالعلاج باللمس (خبرات متنوعة توجه بشكل دقيق لتصحيح الرسائل المغلوطة التي يستقبلها الجهاز العصبي) مثل: الاحتضان والتلامس ـ أساس للتعلم المبكر والتطور الاجتماعي العاطفي ـ استخدام الضغط الشديد للتغلب على التوتر.
النظام الدهليزي:
هو سبيل إحساسنا بالحركة والجاذبية ومن خلال هذا النظام تنمو علاقتنا مع الأرض بمعنى معرفة الاتجاهات يمين ـ يسار ـ أعلى ـ أسفل ـ أفقي… إلخ وهذه المعطيات تبلغنا ما إذا كنا نتحرك ـ سرعة تحركنا ـ في أي اتجاه هذه الحركة ويزودنا بالاحساس بالأمان وهذا يكوّن علاقة سليمه بيننا وبين الأشياء الأخرى في البيئة والتناغم العضلي والحالة الجسدية المناسبة ـ التحرك بكفاءة واتخاذ الأوضاع الجسمية المختلفة والمريحة طوال اليوم.. هذه القدرات هى القاعدة لاكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية (القراءة ـ الكتابة ـ الحساب)، مثلاً: الكتابة تتطلب القدرة على تحرك أجزاء الجسم بتناسق (ثبات ودوران العمود الفقري بتناغم مع عضلاته ومفاصل الكتف) مثلاً: القراءة تتطلب تتبع الأجسام ثابتة أو متحركة بواسطة العين.
وهناك مهارة أخرى خاصة بالنظام الدهليزي وهي التناسق الثنائي كالقدرة على استخدام جانبي الجسم وهذا يمكننا من ركوب الدراجة ـ الوثب ـ العزف على البيانو وأيضاً مهارات التتابع.
إن مشكلة ضعف الذاكرة وصعوبة تعلم المهارات الاكاديمية الرئيسية يعود جزئياً إلى مشكلات في المدخلات السمعية فالأطفال الذين يعانون من اضطرابات النظام الدهليزي يتحركون بكثرة لكي يسمعوا ويفهموا (لابد أن ترتبط عندهم الحركة بالفهم) كثرة الحركة قد تشتت انتباه الكبار: ومع ذلك فمن المهم عدم طلب من الأطفال الامتناع عن الحركة والانتباه لما يقال في الوقت الذي يطلب منهم عقلهم الحركة لكي يتمنكوا من الفهم وأيضاً فإن مشكلات المدخلات السمعية تؤثر على:
استخدام الكلمات والجمل في التواصل مع الآخرين.
تؤثر ايضا على القدرة على استخدام الاتصال غير اللفظي أو لغة الجسد بشكل سليم، فحينما نقول شيئاً ونعبر بالحركة عن شيء آخر فإن المستمع يصدق الحركة (الإشارة) أكثر من الكلام، فالاتصال بهذه الطريقة يتطلب تناغماً أو تواؤماً بين اللغة المستخدمة والنشاط العضلي (لغة الجسد) فهذا الخلل يؤدي إلى أن يساء فهم مقصد هؤلاء الأطفال ومن ثم يتضايقون ويتوترون لعدم فهمهم دائماً دون ان يعرفوا سبباً لذلك ويبدون أحياناً ردود فعل عنيفة لذلك، لأن الناس حولهم أيضاً يتضايقون من رد فعل الطفل غير المناسب دائماً. إن عدم الإحساس بالأمان لدى هؤلاء الأطفال قوي جداً بسبب أيضاً اختلال النظام الدهليزي لأنهم في هذه الحالة يكونون غير واثقين من حركاتهم ويخافون من السقوط.
أيضاً لا يستطيع تنظيم حركة جسده حسب من حوله ولا مع الجاذبية، فالمشي على أرض رخوة أو حصى يكون مخيفاً جداً وعدم الاحساس بالأمان هذا هو سبب استخدام بصرهم في مراقبة كل موقف ويمنعهم هذا من الحركة بثقة ويسر ويعوقهم على القدرة مع الملاحظة والتعلم (نظراً لانشغاله بتأمين نفسه) وقد يفرط في البحث الدائم عن تجارب حركية جديدة ومكثفة وبشكل غير منطقي مما يبدو لنا في فرط حركة ومن الصعوبة طمأنتهم لأنهم أكثر إقناعاً بما يمليه عليهم إدراكهم وفي كلا الحالتين يجب علينا مساعدتهم للحفاظ على سلامتهم، كما يجب علينا أن نشعرهم بتفهمنا بما يشعرون عن طريق مساعدتهم في ايجاد طرق آمنة للتعامل مع هذه الصعوبات وهى التدريبات العملية على تدعيم التكامل الحسي لدى هؤلاء الأطفال.
إذن، النظام الدهليزي هو سبيل إحساسنا بالحركة والجاذبية ومعرفة الجهة اليمنى من اليسرى الأعلى والأسفل وما إذا كنا نتحرك وسرعة حركتنا وما إذا كانت أرجلنا مثبتة بالأرض
وهناك مهمة أخرى للنظام الدهليزي وهي التناسق الثنائي أو القدرة على استخدام جانبي الجسم، هذه القدرة تمكننا من ركوب الدراجة، الوثب والقفز فوق الحبال والحواجز وغيرها من الأنشطة.. الأطفال الذين يعانون من عدم صحة عمل النظام الدهليزي قد تكون ردود أفعالهم الانفعالية والسلوكية غير سليمة ومشابهة لما يحدث عند اختلال عمل النظام اللمسي.
حتى الجنين في بطن أمه يستعمل النظام الدهليزي فهو يتفاعل عند الضغط عليه من الخارج ويتحرك داخل الرحم وعند الولادة هو يشعر بلمسات والدته ويسكت عندما تحمله.
وفي عمر الستة أشهر يبدأ بتضامن حاسة النظر مع الحركة والتوازن عندما يبدا بتعلم كيف يجلس ويتحكم في توازنه دون دعم.
إذن، استقبال الطفل لأحاسيس مختلفة: اللمس، احساس بحركة الجسم والتوازن والنظر والشم والسمع تعتبر تغذية حسية هامة للمخ… حيث أن المخ وظيفته استقبال جميع المؤثرات الحسية بشكل متواصل واستخدامها بشكل متضامن