"التوحد
والحب؛؛ هل ينسجمان؟" قالها سمير ذات يوم لأمه (ماما حب) هي طبعا معنى.. هو
يعرف ما يريد.. هو على معرفة أن حرفي "ح" و"ب" يشيران عن شيء
جميل للمقابل بغض النظر بأي ترتيب خرجا.. قالها بعد زمن طويل من التدريب والتواصل،
فأين كانت هذه الكلمات.. ولماذا لم يقولها من ذي قبل؟ التوحد اضطراب داخل الدماغ
وهو غير ظاهر بشكل سريري، لكن يظهر على صاحبه بشكل سلوكي.. أي يتضح أن لديه توحد
من السلوكيات التي يقوم بها مثل؛ الرفرفة والدوران حول النفس بالإضافة لمشاكل
بالنطق والتواصل البصري وغيرها الكثير من الأعراض التي تظهر على الطفل وبالأخص عند
التواصل.
التواصل.. عقدة التوحدي الكبرى، فهو لديه قدرة أن يوصل أو يكتب أو يركب، والكثير
من التمارين التي لا تحتاج لاختلاط مشاعر مع أفعال.. فلنوضح ما الذي يحدث لطفل
التوحد حتى يعبر عن حبه وأنه يشعر بشعور الرضا اتجاه شيء ما.. أنت كإنسان طبيعي
عند التواصل تقول ما ترغب.. تحدق في العينين.. وهو دليل على التواصل الجميل الذي
يفسر المودة والراحة، وأنت عندما تنظر أمامك من الممكن أن يتحرك أكثر من شيء؛ منها
عواطفك ومعلومات داخل رأسك
التواصل؛ عقدة الطفل التوحدي الكبرى، فهو لديه قدرة أن يوصل أو يكتب أو يسير، والكثير من التمارين التي لا تحتاج لامتزاج المشاعر مع أفعال؛ فلنوضح ما الذي يحدث لطفل التوحد حتى يعبر عن حبه وأنه يشعر بشعور الرضا اتجاه شيء ما، أنت كإنسان طبيعي عند التواصل تقول ما ترغب.. تحدق في العينين بشدة.. وهو دليل على التواصل الرائع الذي يفسر المودة والراحة، وأنت عندما تنظر للأمام من الممكن أن يتحرك أكثر من شيء؛ منها عواطفك ومعلومات داخل رأسك
التفسيرات الاجتماعية وما يشعر به الآخرون لا يثير فضول الطفل التوحدي، فالأهم ما يشعر به هو وما يحس به ويفكر به هو
|
بالنسبة
للطفل التوحدي، لا يقوى على فعل كل هذا في لحظة واحدة، هو بحاجة لكلمة ونظرة
وتفاعل عند التعبير عن الحب، لكن رفض غرف الدماغ أن تتصل فيما بينها بشكل منطقي
لتنتج عاطفة أو معلومة هو ما يدخله بصراع، فهو بحاجة لإنتاجية لكن لا يقوى.. هو سوف
يقول ماما حب لأكثر من سبب من منظوره.. لأجل بسمة ترتسم على وجه أمه، أو شيء لذيذ
يرغبه، أو حضنة تشعره بالاسترخاء، بالأغلب الموضوع مادي
الشعور
بالحب للتوحدي حالة معقدة، غالبا تحتاج لرحلة طويلة ليجدها، وإن وجدها فقد وجد
بعضها للأسف.
لكن هل يبحث الطفل التوحدي في الأصل عن الحب والشعور
بالقبول من الأطراف الأخرى؟ التفسيرات الاجتماعية وما يشعر به الآخرون لا تثير
فضول الطفل التوحدي، الأهم ما يشعر به هو، وما يحس به ويفكر به هو بغض النظر عن
ردة فعل الآخرين.. هو لا يدري ردات الفعل الشعورية، إنما ينظر لردات فعل سلوكية؛
يعني بسمة أي شيء جميل أو أي تعبيرات جسمية تعبر عن شيء جميل، لكن ما وراء الفعل
من شعور وإبدال هذا الشعور، هذه الكيمياء يصفها التوحديون بأنها أكثر تعقيدا من
الكيمياء الحيوية.
لهذا، وليعيشوا حياة أفضل يجب العمل معهم على تجربة هذه
المواقف ولو بشكل فعلي وعملي فقط دون شعور، حتى يحصل على ردة فعل مادية تشعره
بالرضا، وأن التواصل الاجتماعي يأتي بالجيد حتى ولو لم يكن مرغوبا لديه؛ فلسفة
الحب والشعور العميق الداخلي تحتاج لأن نتفهم تصرفاتنا أكثر، فلنعترف هنا أعزائي
أنها مشاعر متداخلة يصعب تفسيرها لدى العاديين، فكيف بطفل توحدي؟؟؟
الحب هو نتيجة تفاعلات بين مواد الجسم، لكن
يعاني التوحدي من إقامة العلاقة بين تلك الأجزاء؛ بحيث إذا أراد أن يعبر عن شيء في
بعض الأحيان تغلب على كل عضو الرغبة بالعمل وحده؛ على سبيل المثال: عندما يأتي
الطفل التوحدي للتعبير الى أمه بأنه يرغب بالجلوس معها، فهو يقوم بما يلي لكن كل
فعل لوحده.. إما أن ينظر لعينيها أو يجلس بجانبها يرفرف أو يعبر بكلمة جميلة وهو
ملتف الجسم أو يعبر لفظيا دون التواصل البصري.
لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تبقى طريقة تواصله بهذا الشكل، فهو يحتاج دوما للتعلم والتأهيل، وزيادة خبراته الاجتماعية بالرفق والحلم، هو يعرف الوجه الحسن المسترخي، فهو مُريح على كل حال للطفل التوحدي وغيره، على عكس الوجه المشدود المليء بالتعابير الهجومية، فهي سبب كاف لهروب طفل التوحد وتقوقعه في عالمه؛ فتفهم جمودهم وقلة خبرتهم الاجتماعية، فهي لم تأت من رفض اختياري، لكن من جسد مشغول بنفسه وبصراعاته الداخلية وشغله الشاغل أن يعمل على ترويضها، وللحب بقية.