تتشابه الأمومة والأبوة مع أي جانب آخر من جوانب الحياة، حيث أننا نستطيع أن نتقدم وننجح إذا حاولنا تحليل الخطأ الذي وقعنا فيه، وأسباب وقوعه وعملنا على إصلاحه
فمثلاً إن كان هناك طفلة ترفض القيام بواجباتها المنزلية، وتستمر في الرفض على الرغم من عدد المرات التي يطلب منها والداها فعله وإلحاحهما بقولهما " افعليه، افعليه، افعليه " عليهم إيجاد أسلوب آخر في المعاملة
وكما يقول العالم ألبرت أينشتاين :
"إن تعريف الجنون هو فعل الشي نفسه مراراً وتكراراً مع توقع نتيجة مختلفة"
إن هذا الكتاب موجه لأمهات وآباء تعدى أولادهم مرحلة الطفولة - حيث من المتوافر عنها أعداد هائلة من النصائح والكتب - ولم يصلو بعد لمرحلة سن المراهقة.
المرحلة العمرية بين هذه وتلك ، مابين الثالثة والثالثة عشر ، حيث يترك الآباء لمواجهة تلك الفترة بمفردهم دون مساعدة . قد لاتكون مشاكل الأبناء في متوسط العمر بقدر خطورة وجدية المشاكل التي تحدث مع حديثي الولادة أو مع فترة ذروة الاضطرابات الهرمونية ، ولكن في هذه الفترة المتوسطة من العمر ، تتشكل العادات التي تُكون فيما بعد ما يعتبر الشخصية الملازمة للإنسان ، إنها العادات التي ستلازم الشخص طوال حياته على المستوى الاجتماعي والأكاديمي والعاطفي .
تقول المؤلفة إن الحكمة من هذا الكتاب ليست فقط ناتجة عن خبرتها التي اكتسبتها ببساطة لكونها أمًّا لخمسة من أبناء ، وإنما هي اتسقتار وتصفية خالصة لنصائح تلقتها على يد أثنين من أكبر الخبراء في تربية الأطفال ، وهما نويل جانيس نورتون ولوك سكوت .
فهما يتعبان نهجاً علمياً يمكن تطبيقه في المواقف الفارقة في حياتنا اليومية ، ويؤكدان أن لدى كل طفل القدرة على أن يكون سلوكه وتصرفاته أفضل بمراحل كثيرة عما يعتقده الآباء . وإذا ماتوقعنا ذلك منهم وقمنا بتمرينهم على المهارات اللازمة ، فلن نستمتع برفقتهم فحسب ، وإنما سنكون قد هيأنهم وقوينا من عزيمتهم لتحقيق النجاح في الحياة .
في النهاية نستطيع أن نحسن من عادات أبنائنا ، ولكن علينا أولاً ، نحن الراشدين ، أن نغير من عاداتنا