قد لا يخطر في بالكم أبداً معانقة طفلكم حين يكون في عزّ نوبة البكاء والصراخ، لكن تبين أن العناق مفيد فعلاً لتهدئة روع الطفل المنزعج
والمقصود هنا العناق القوي والنابع من القلب، وليس العناق السطحي. وعند معانقة طفلك بشدة وحرارة، لا تقولي له أي شيء. فليس المطلوب هنا الدخول في معركة إرادات غير مجدية بل المطلوب إحساس الطفل بالحنان والطمأنينة.
بالفعل، يستطيع العناق أن يجعل الطفل مطمئناً ويدرك مدى محبة أمه له، حتى لو كانت غير موافقة على سلوكه.
تقديم القليل من الطعام
يقول علماء النفس إن التعب والجوع هما من أبرز أسباب نوبات الغضب والبكاء عند الأطفال. بالفعل، يكون الطفل منهكاً على الصعيد الجسدي، ويمكن بالتالي لأية هفوة عاطفية أن تدفعه إلى الانفجار في البكاء.
يشكو الأهل غالباً من أن طفلهم ينفجر يومياً في نوبة بكاء وغضب في الوقت نفسه (قبل الغداء مثلاً أو قبل النوم).
حسناً، ليست هذه صدفة طبعاً. يعني ذلك جلياً أن الطفل منزعج من أمر مرتبط بتلك الفترة ولذلك ينفجر في البكاء للتعبير عن استيائه.
هنا، يجدر بالأم إطعام طفلها والاهتمام به خاصه التدليك قبل النوم مهم جدا للاسترخاء وتفادي بكاء الطفل عندئذ، يكون الطفل مرتاحاً جسدياً مما يؤثر إيجاباً في نفسيته ويحول دون نوبة بكاء وغضب.
هناك بعض الأوضاع التي تعتبر مربكة بالنسبة إلى الطفل، مثل الجلوس لوقت طويل أمام مائدة الطعام أو الحفاظ على الصمت عند زيارة الأقارب أو ما شابه.
وإذا انفجر الطفل حينها في البكاء والغضب، إعلمي غاليتي أنك فرضت على طفلك ضغطاً كبيراً....فلا تشعرو أطفالكم بأنهم مجبورين على تنفيذ الأوامر
التحدث بهدوء
إنها طريقة بالغة الفاعلية وأسهل كثيراً مما تظنين. بالفعل، يوصي الخبراء بأن يحافظ الأهل على رباطة جأشهم أثناء انفجار الطفل في البكاء، وإلا ستنشب معركة تضارب قوى وإرادات، ويتفاقم الوضع أكثر فأكثر.
لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن جزءاً كبيراً من نوبة البكاء عند الطفل يعود إلى رغبته في لفت الانتباه إليه. وإذا استجاب أهله لبكائه من خلال الصراخ والانفعال، يكون الطفل قد حصل 100 في المئة على ما يريده.
أما التحدث بصوت هادئ ومطمئن فيجعل الطفل مدركاً تماماً إلى عدم تأثر أهله بسلوكه الغاضب. من شأن هذه الطريقة أيضاً أن تساعد الأهل في الحفاظ على الاسترخاء، فيما رغبتهم الحقيقيحتماً تكمن في الصراخ بصوت عال... بالفعل، تعتبر النبرة الهادئة في الكلام مفيدة للأهل والطفل على حد سواء. فإذا كان الأهل متوترين، سيفرح الطفل في قرارة نفسه ويرفع مستوى بكائه وصراخه.
الضحك
لا شك في أن كل أم تخشى من انفجار طفلها في البكاء والصراخ في مكان عام. فهي تخشى من أن يظن الآخرون أنها أم سيئة، وأنها لم تحسن تربية طفلها. وفي هذه الحالة، تميل الأم إلى اتخاذ خيارات تفاقم الوضع الأولي وتفضي بالتالي إلى المزيد من نوبات البكاء.
تذكري أيتها الأم أن الأطفال أذكياء، حتى لو كانوا مصابون باضطراب التوحد...
فإذا غضبت أو توترت أو استسلمت ببساطة لرغبات طفلك قبل أن يبدأ الآخرون بالنظر إليك في مكان عام، سيحب الطفل ذلك حتماً ويتعلم أن الطريقة مجدية لا محالة. نصيحتي لك؟ أرسمي الابتسامة على وجهك وازعمي أن كل شيء على ما يرام. لا تكترثي أبداً لآراء الآخرين.
على العكس، إذا أظهرت أنك هادئة ومسيطرة على الوضع- حتى لو لم تكوني في الحقيقة هكذا- سيقول الآخرون عنك إنك أم جيدة.
إبعاد الطفل
هل تعلمين أن إبعاد الطفل عن مسرح نوبة البكاء يمكن أن ينسيه الأمر ويجعله هادئاً مجددا. والواقع أن هذه الاستراتيجية مجدية أثناء الوجود في مكان عام. فإذا بدأ طفلك بالبكاء لأنه يريد شراء لعبة معينة، ما عليك إلا سحبه بعيداً واصطحابه إلى مساحة أخرى من المتجر، أو حتى إلى خارج المتجر، إلى أن يهدأ. فإبعاد الطفل عن مصدر الانزعاج يمكن أن يبدّل فعلاً سلوكه.....
لفت انتباه الطفل لأمر آخر كان تشير لسماء وترفعي راسه نحوها مع ايماءات كأنك مفاجئة بوجهك
بالتوفيق غالياتي