على فرض ان المقولة صحيحة
وكأم لطفل توحدي. كيف اتعاطى مع هذا الخبر؟....
كانت هناك العديد من مجموعات الأخبار حول اضطراب التوحد على الشبكات الاجتماعية في الفترة الأخيرة من الأخبار تقترب من إدخال دواء جديد في الصيدليات التي تتعامل مع اضطراب التوحد. بصفتي أم لطفل مصاب بالتوحد، فإنني أرغب في القيام بأشياء ثمينة؛ ثمينة من أجل البقاء على قيد الحياة من اجل ابني المصاب بالتوحد، وفي الوقت نفسه لا أوافق على استغلال نفسي أو ابني من قبل أي طرف، سواء من الناحية المالية أو التجارية أو غير ذلك. كان رد فعلي على الموضوع مقسماً إلى قسمين متفائلة ومتشائمة. قبل توضيح هذا يجب أن يمر عبر المقدمة التالية
ما اخبرنا به العلماء عن تطور الجهاز العصبي ( وتحديدا الدماغ) عند الانسان:::
تعتبر الخلايا العصبيه هي الماده الخام المكونه للدماغ واكبر عدد لتلك الخلايا عند الولاده حيث يولد الطفل ولديه تقريبا ١٠٠ مليار خليه عصبيه. ثم يقل العدد الى النصف تقريبا عند البلوغ. تتصل كل خليه باخرى بنهاية تشجراتها وتسمى نقاط الاشتباك العصبي والتي عن طريقها تنتقل البيانات بين الخلايا. خلال فترة نمو الطفل يبدأ الدماغ بالتطور وذلك بتكوين مسارات عصبيه مكونه من عدة خلايا عصبيه.
كيف يتكون المسار العصبي؟
عند خوض اي تجربه (معرفيه او حركيه) وتكرار تلك التجربه يزداد تشابك الخلايا العصبيه التي مرت من خلالها البيانات وبذلك يتكون مسار ثابت يظهر في الخارج على شكل نمط معرفي او سلوكي. بعد ثبات وتحدد ذلك المسار يقوم الدماغ باحاطته وتغليفه بماده تحفظ البيانات الماره خلاله من التشتت.
ماهو مصير الخلايا التي لم تنتظم في مسارات عصبيه؟؟
يقوم الدماغ بالتخلص من الخلايا التي لم تنتظم في مسارات عصبيه خلال فترة التطور (٠ الى ٣ سنه) عن طريق خلايا متخصصه تسمى بالخلايا الدبقيه والتي تشبه بدورها البستاني او الحدقجي . حيث تقوم بقص الخلايا المهمله والغير منتظمه بمسار عصبي لتقلل الطاقه المستهلكه من الدماغ وتقضي على العشوائيه والضوضاء داخل الدماغ وتحفظ البيانات من التشتت.
من خلال بعض الدراسات التي أجريت على ادمغة اطفال التوحد لاحظ العلماء ان ادمغتهم تتضمن اعداد كبيرة من نقاط الاشتباك العصبي والمسارات المشوهه مقارنة مع الاطفال الاصحاء (تشبه الحديقه المهمله) وهذا يفسر التشتت وقلة التركيز والاضطرابات الحسيه عندهم ويدل على ان اطفال التوحد لم يتعرضوا للتجارب للازمه لتحصيل المعرفه اثناء فترتها الحرجه. وكذلك يدل على تعطل او خلل في وظيفة الخلايا الدبقيه.
نستنتج من ذلك ان اكبر مشكله يعاني منها اطفالنا هي الضوضاء والعشوائيه داخل الدماغ واول تحدي للباحث في علاج هذه الفئه من الاطفال هو القضاء او تقليل هذه الضوضاء داخل ادمغتهم. انتهت المقدمه
الجانب المشرق (المتفائل) من الخبر
١- لكون التوحد اضطراب (ليس مرض) مستعص على الاطباء والعلماء فأيجاد عقار يعالج كل او جزء من مسببات الاضطراب دون اثار جانبيه فهو بحد ذاته انجاز غير مسبوق ويستحق بذل المال والجهد من اجله.
٢- كون هذا العلاج وحسب ما سمعت يعالج الضوضاء والعشوائيه داخل الدماغ فهو علاج يبدو فيه من المنطقيه والقرب للصواب.
الجانب المظلم ( المتشائم) من الخبر
١- نحن كأهالي لأطفال يعانون من اضطراب مستعص من العلاج الدوائي لدينا تجارب مريره مع الكثييير من مدعي العلاجات والادويه سواء المحليين او العالميين.
٢- كما يقال (فيك الخصام وانت الخصم والحكم) كدولة مثل امريكا او منظمه مثل منظمة الغذاء والدواء هي بالاصل متهمه بجانب من جوانب قضية التوحد بسبب السماح بتنصيع لقاحات تسببت (على رأي بعض المختصين) في ازدياد نسبة التوحد والسماح (كدوله) للعديد من شركات المكملات الغذائية بتصنيع والترويج لمنتجاتهم كعلاج للتوحد. فلا نستبعد ان يكون الغرض الاول للدواء المعلن عنه هو الاستغلال المادي للاهالي.
٣- المتعارف عليه قبل السماح واقرار دواء معين من المنظمات المختصه استيفاءه شروط امان الاستخدام دون اثار جانبيه خطره وان كانت على المدى الطويل وهذا يتطلب تطبيق استخدامه بشكل تجريبي على نماذج حيوانيه وبمدة طويله. ما سمعناه عن تجربة الدواء هو سنتان وهي مدة لا تطمأن.
٤- حتى وأن استوفى الدواء كل الشروط فهو لا يعالج كل الاضطراب ( ليس علاج شامل) لأنه لايعالج السبب (لانه مجهول) وكل ما اعلن عنه ان استخدامه اظهر تحسن في الجانب الاجتماعي والتركيز.
٥- ما يقلل مصداقية الدواء هو فترة وعينات تجربته. فاذا كانت العينات اطفال فكيف حدث ذلك ومن سمح به!!! واذا كانت عينات التجارب فئران. فكيف وحدوا ذلك الفأر؟
هذا مؤشر على انهم ربما يعرفون سبب التوحد وربما يخفوه عمدا!
