كيف يتم تعديل سلوك الطفل التوحدي؟
المهم جداّ أن نحدد السلوك الذي نريد تعديله في الطفل المصاب بالتوحد وهي أهم نقطة في تعديل السلوك يجب أن نحدد الجوانب التي يؤثر عليها السلوك بشكل سلبي أو الجوانب التي تعاني منها أسرة الطفل في حياته اليومية معه، حيث يوجد أكثر من سلوك في الطفل الواحد يحتاج إلى تعديل، وفي هذه الحالة يجب أن نعرف كيف تؤثر هذه السلوكيات على الجوانب الحياتية للطفل
ولذلك يجب تعزيز السلوك المرغوب لضمان استمراريته حيث يستخدم السلوك البديل والتوجيه اللفظي وغيرها من الأساليب، كما يجب أن تتوافر في أخصائي تعديل السلوك صفات معينة كالصبر وقوة التحمل، وروح التجديد والتنويع في الأساليب، والقدرة على التحكم والسيطرة على السلوك، وابتكار طرق جديدة في تعديل السلوك.
بعض أساليب تعديل السلوك:
أ- التعزيز الإيجابي ( Positive Reinforcement):
تستخدم هذه الطريقة لزيادة الأنماط السلوكية المرغوبة مثل تعلم الكلام، وارتداء الملابس والأكل بشكل صحيح. يعتبر التعزيز الإيجابي أحد أفضل الطرق المستخدمة.
ب- التعزيز السلبي (Negative Reinforcement ):
ويشير التعزيز السلبي إلى زيادة قوة الاستجابة بعد حدوثها وذلك بإزالة الأحداث المؤلمة، ومن الأمثلة على التعزيز السلبي ما يذكره ( Loans , Schaefer & Simmons , 1965 ) في استخدام أسلوب التعزيز السلبي في تشجيع اثنين من الأطفال (Autistic) على الحديث مع الآخرين حيث وضع الأطفال في غرفة مكهربة الأرضية، فإذا اتجهوا نحو الكبار والحديث معهم، فإذا الصدمة تقل أو تنتهي، وهذا يعني أن السلوك المرغوب قد عزز بطريقة سلبية ( Kazvin , 1980 ).
كما استخدم التعزيز السلبي مع الأطفال المعوقين عقليا من أجل تنمية ميلهم نحو بعض الألعاب، واستخدم أيضا في تعديل سلوك طفل يبول على نفسه عن طريق استخدام جهاز التنبيه .
ج- العقاب ( Punishment ):
ويعني إيقاع حدث مؤلم أو سحب مثير مرغوب فيه. ومن الطرق المستخدمة هنا مع المعوقين طريقة التصحيح الزائد (Over Correction) كما يحدث لدى الفرد الذي لديه سلوك تخريبي لسريره. فنجعله يرتب سريره والأسرة الأخرى أيضا. كما يمكن استخدام الصدمة الكهربائية أحيانا كعقاب ولكن هذا له محاذير وشروط خاصة، وقد تستخدم الصدمة الكهربائية في حالات مص الإصبع، التبول، إيذاء العيون، اضطرابات الكلام مثل: اللجلجة، اللعب بالأدوات الحادة، في الأشياء على الآخرين، القفز من الأماكن العالية.
ومن طرق العقاب الحرمان من الحصول على شيء مرغوب فيه ويحبه، فالمعاقون عقليا يحبون الأكل ويتلذذون من امتلاء بطونهم بالطعام من أي نوع وبأي كمية، ويتأثرون جدا إذا حرموا من الأكل، وهذا يجعل الطفل مهيئا نفسيا لتقبل الإرشاد والتوجيه ( مرسي، 1970 ) وينصح استخدام التعزيز الإيجابي معهم بدلا من العقاب.
د- المحو ( Extinction ):
ويعني التقليل التدريجي من تعزيز استجابة متعلمة سبق تعزيزها ويمكن أن يبدأ المحو عن طريق تعزيز استجابات بديله مرغوب فيها من أجل محو استجابات غير مرغوب فيها.
ويمكن استخدام المحو في محو سلوك التقيؤ عند طفلة بإهمالها عند القيام بهذا السلوك والعناية بها عندما لا تفعل ذلك.
ويمكن استخدام المحو أيضا ، كاستخدامه في حالة محو سلوك العدوان لدى الطفل، فقد أهمل سلوك العدوان، وعزز سلوك التصرف اللائق عن طريق الانتباه من المعلمة ( Kazdin , 1980 ).
و- التشكيل والتسلسل ( Shaping & chaining ):
إن تشكيل السلوك هو تعزيز التقاربات المتتابعة لسلوك نهائي مرغوب فيه، وفي عملية التشكيل نشير إلى مهارة واحدة مثل عملية الإخراج أو خلع القميص أو لبس البنطلون.
أما عملية التسلسل فهي عملية تستخدم لوصل عدة وحدات سلوكية معا، وهنا نشير إلى مجموعة من المهارات الفرعية المتسلسلة التي تؤدي إلى السلوك النهائي، مثلا في حالة اللبس الكامل فإن التسلسل هنا يشير إلى لبس الملابس الداخلية، ثم البنطلون، ثم القميص، الجوارب، الحذاء في تتابع مستمر.
ط- النمذجة ( Modeling ):
وتعتبر من أكثر الطرق فعالية في اكتساب الطفل سلوك معينا، حيث يوضح له كيف يقوم بعمل شيء ثم يطلب منه أن يكرر ما قمنا به أي يسلك عن طريق تقليد النموذج.
هذا وقد وجد ( Banduca , 1965 ) بأن نتائج التعلم عن طريق النموذج أفضل من التعلم الإجرائي خاصة إذا كانت الاستجابة المطلوبة جديدة أو السلوك المراد أداؤه جديدا.
وبالنسبة للألعاب يمكن استخدام مبدأ أو أسلوب النمذجة استعمالا كبير في تعليمها