كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): مايكل كريغ ميلر*
يبدو ولدي وكأنه يقع في المشكلات دوما في مدرسته الابتدائية. وقد أبلغتني مدرسته أنها تعتقد أنه مصاب بـ«الاضطراب الحسي». هل لك أن تحدثني عن هذا الاضطراب؟
«الاضطراب الحسي» sensory processing disorder هو مصطلح يستخدمه المتخصصون في العلاج الوظيفي لوصف حالات الأطفال الذين لديهم مشكلات في مكاملة الأنواع المختلفة من المعلومات التي تستقبلها الحواس، مثل الصور، الأصوات، التذوق، والروائح.
الاضطراب الحسي
وكانت الدكتورة جين آيرز، المتخصصة في العلاج الوظيفي وعلم نفس النمو، أول من وصفت عام 1972، ما كان يعرف حينذاك بحالة «اختلال (ضعف) التكامل الحسي» sensory integration dysfunction. وعلى الرغم من أن مبدأ وصف هذه الحالة قد تطور على مدى السنين، فإن الفكرة الجوهرية ظلت هي نفسها: أي أن المشكلات الاجتماعية، العاطفية، ومشكلات السلوك، ربما تنجم عن فرط حساسية الطفل للحوافز الحسية، أو عن عدم قدرته على مكاملة هذه الحوافز مع بعضها. ونتيجة لذلك، يأخذ الطفل في الاستعراض، التململ أو الحركة من دون توقف، أو تظهر لديه نوبات من الغضب، ثم تظهر لديه مشكلات سلوكية في المدرسة والبيت.
ولا يوجد اتفاق بين اختصاصيي الصحة العقلية حول ما إذا كانت هناك أي وسيلة محددة لتشخيص الاضطراب الحسي، لأن الأعراض والسلوكيات قد تكون ناجمة عن اضطرابات أخرى.
وتتماثل أعراض الاضطراب الحسي بشكل كبير مع الأعراض الظاهرة على المصابين باضطرابات طيف التوحد، وبثنائي القطب (الهوس الاكتئابي)، ولذا فليس من الواضح إن كانت هناك حاجة فعلية إلى إطلاق اسم جديد على هذه الحالة.
ولا يورد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في طبعته الرابعة DSM) – IV) أي معايير خاصة بالاضطراب الحسي. ولذا فسيكون من المهم أن نرى ما ستقدمه الطبعة الخامسة من الدليل.
إن العثور على التشخيص المناسب لاضطرابات الأطفال يمثل تحديا كبيرا، ما داموا يمرون في مراحل النمو. وإن لم يبلغك أحد بأن طفلك مصاب بالاضطراب الحسي، فإن من الحكمة التوجه إلى استشارة طبيب مختص يقوم بتقييم حالته ومشكلته.
طبيب رئيس تحرير رسالة هارفارد للصحة العقلية - خدمات تريبيون ميديا